الإسلام دين العقل والعقلاء المحاضرة الأولى: الدين من منظورالحكمة النظرية والعملية  

21-07-2023

الإسلام دين العقل والعقلاء

المحاضرة الأولى: الدين من منظورالحكمة النظرية والعملية  

سماحة الشيخ عبد المحسن النمر حفظه الله

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الإنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد (اللهم صل على محمد وآل محمد)

بسم الله الرحمن الرحيم (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)[1] صدق الله العلي العظيم

 ‏ يتعرض الفكر الديني والإسلامي على وجه الخصوص إلى نقاشات واسعة ومتعددة، لايخلو كثير منها من إساءة فهم لأصول الدين ، ومعنى الدين ، مقاصد الدين ، ما الذي يحققه الدين للأمة وللمجتمع ، لعل هذه الآية القرآنية: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) مفتاح لجملة من الحلول والمعالجات.

يقسّم الفلاسفة مسائل الفلسفة أو الحكمة إلى نوعين: ‏حكمة نظرية و‏ حكمةعملية ، أو  علوم نظرية أوعلوم عملية.  ويقولون أن من مهامّ العقل هاتين المهمتين.

المقصود بالحكمة النظرية : هي القدرة على استكشاف الواقع ومعرفة الأشياء على النحو الحقيقي، إقامة الأدلة والبراهين والسير الصحيح لمعرفة هذا الوجود،  أصل الوجود،  تكونه ، طريقه عمله، قوانينه ، كلها تسمى بالحكمة النظرية التي يستكشف بها العقل الوجود الخارجي.

 أما الحكمة العملية:  فهي ما يستطيع العقل به أن يحدد الصحيح من الخطأ، والسليم من الضار،  المفيد من غير المفيد ، ما ينبغي للإنسان أن يعمله وما لا ينبغي للإنسان أن يعمله.

فإذا نظرنا مثلاً إلى علوم الرياضيات، علوم الهندسة ، ‏علوم الفيزياء ، علوم الكيمياء ، هذه علوم نظرية تستكشف لك الواقع أما العلوم  الأخرى المرتبطة بسلوك الإنسان وأخلاقه مثلاً وبالتصرف الإنساني،  فهي من الحكمة العملية التي يحقق بها الإنسان ما هو أفضل وما هو أحسن .  ‏

 ‏ ما أردنا وما نحاول إثباته في هذه السلسلة من الدروس أن الإسلام هو دين الحق من الناحية النظرية أي كاشف عن الواقع، و هو من الناحية العملية يأخذ بيد الإنسان إلى مراده، كماله وسعادته.

في كثير من الحالات:  يقال أن الفكر الاسلامي والمنهج الديني بصورة عامة ركز على الجانب النظري بمعنى أنه يقيم الأدلة والبراهين على وجود الله ، يقيم الأدلة والبراهين على وجود الأنبياء،  يقيم الأدلة والبراهين على هذا المنهج ،  هذا المذهب دون ذلك المذهب هذه كلها حكمة نظرية !

في حين أن الإنسان اليوم بحاجة إلى حكمة عملية أي يريد حلولا لمعالجة مشاكله ، يريد حلا للأزمات التي يعيشها،  يريد إثبات قدرة الإسلام وشموليته بناء على الحكمة العملية .

في الجلسة التي سبقت أشرنا إلى قضية أساسية في فهم الدين و هذه الآية القرآنية التي بدأنا بها الحديث( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) الذي ينزل من السماء ماء طهور نقي ، ماء متدفق ، ما يسيل في جميع الأودية التي تحتمل و تتقبل بسيلان الماء فيها،  لكن الأودية تختلف هناك وادي ضيق ، هناك وادي واسع ، هناك وادي يتحمل أكثر من الوادي الآخر ، فلعل هذا التمثيل القرآني يبين لنا تقبل الموجودات للدين، الدين من حيث هو حقيقة حقيقةواحدة عند الله عز وجل ، ولكن من حيث تنزله في عالم الوجود ومن حيث اتساع دائرة الدين ، ومن حيث سريانه في الموجودات ، وكل موجود له طاقته،  له امكانياته،  له قابلياته ، فما يحمل هذا الوادي لا يحمل تحمله الوادي الآخر.

في هذه الآية القرانية يستفاد منها أن الدين وإن كان عند الله عز وجل حقيقة واحدة إلا أنه في جريانه في البشريه يكون ذا سعة وقابلية لأنه يسري ويسلك في الأودية. الضيق منها يأتيه نصيبه والواسع يأخذ نصيبه.

حتى  نثبت هذا المعنى لنقرأ بعض الايات القرآنية التي تبيّن أن الاسلام حقيقة واحدة، يقول الله عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[2] ، فالإسلام شيء واحد و حقيقة واحدة و يقول الله عز وجل( وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)[3]  ليس هناك إلا حقيقة واحدة و يجب على الإنسان أن يتطلع لهذه الحقيقة التي عند الله عز وجل . يقول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: (ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما على ضلالة)[4]  فلا يكون الإسلام حق وغيره من الديانات حق ،  لايكون مذهب أهل البيت حق وغيره من المذاهب على حق ، الدين عند الله دين واحد فرد، الدين حقيقة واحدة.

 أما ما يدل على أن الإسلام له مراتب ،  والإسلام متعدد بتعدد طاقات الوجود ، والدين الحقيقي رغم أنه واحد عند الله إلا أن إتساع مفاهيم الناس وقدراتهم تختلف،  فيأخذ كل منهم من هذا الدين بمقدار طاقته ومقدار إمكانياته .   ومن هنا يتضح لنا أن الدين في هذا السيلان في هذا الجريان له عدة مراتب في عالم الإنسانية و في عالم الوجود _وهنا نتساءل هذه المراتب المتعدده للحق _ . المقصود هنا بالدين الدين المثالي الموجود عند الله عز وجل الذي نحن كمسلمون نعتقد بأنه هو الدين الذي يمثله رساله المصطفى صلى الله عليه واله ، وغيرنا المسيحيه يعتقدون بأنه هذا الإختلاف بين البشرية في تحديد ما هو الدين الحق اختلاف بالأخذ من الحق بحسب طاقته ، كل جهة كما أن الأودية تتسع وتضيق بعضها أصفى من بعض بعضها  ، أتم من  بعض .

 

كذلك الديانات حتى الديانات التي ربما فيها إنحراف وفيها خلل إلا أنه فيها جزء من الحق فيها جزء من الحقيقه بحسب طاقتها بحسب إمكانياتها .

 ثم طرحنا مساله هي أن الدين المثالي :  ‏ هل يقبل التعامل والعيش في ظل هذا الإختلاف، أم أن الدين الحق فقط جاء لمنفعة حالة واحدة وهو كون البشريه كلها على نمط واحد وعلى منهج واحد وقد ذكرنا فيما مضى بأن الدين قابل لإن يعيش و ينمو ويطور الإنسانية مع إختلاف منهجياتها إلا أن هناك أمرا في غاية الأهمية ؛ هو أنه ما هي محددات هذا الدين حينما تختلف هذه الديانات ويكون بينها إختلاف في المنطق و إختلاف في المنهج وإختلاف في التشريع ،  إختلاف في النظام،  ما الذي يضع لكل دين حدّه في التعامل مع الديانات الأخرى.

*هناك إحتمالان*

*‏ الأول أن يكون المحدد للدين الحق من خارج الدين .

*‏ الإحتمال الثاني أن يكون المحدد للدين الحق هو من جذور الدين  ومن أساسياته .

*‏ لنأخذ الإحتمال الأول هو اطأن يكون المحدد للدين الحق من خارج الدين ،  يعني هذا دين اسلام ،  هذا دين المسيحية،  هذه مذهب الفلانية،  هذه المدرسة الفلانية

كل منهم له نظرياته حتى نستطيع أن نعيش مع بعضنا البعض ،

 لا بد أن توجد جهة واحدة خارج الديانات هي التي تقوم على تحديد مناطق الإحتكاك والإختلاف في هذه الديانات .

 ‏مثلا يتفقون الناس على بعض الأمور، مثلا حسن الصدق، قبح الكذب هذا أمر متفق عليه ، ولكن هناك أمور كثيرة يختلفون فيها الناس ، يختلفون منها الديانات،  تختلف فيها الأفكار ، ففي مواطن الإختلاف ماهي الجهة التي لها صلاحية إدارة الأمر عند الاختلاف ؟!

 ‏ إذا نحن قبلنا في الدين الإسلامي الذي افترضنا أنه الآن بحسب طرحنا في هذا البحث أنه هو الدين المثالي،  الدين الذي يمتلك كل أسس البقاء ، وأسس النجاة ،  وأسس تحقيق مصلحه الانسان ،نظرياً وعملياً؛ إذا كان هذا المحدد هو محدد خارجي من خارج الدين هو الذي يحكم تصرفات الأديان ويحكم علاقاتها فإن هناك جملة من الإشكالات تقع فيها هذه النظرية :

 ‏ أولها أن الدين هو بما هو منزل من عند الله لا يقبل تأثيرا ولا تحكماً منه من خارج الدين .

 ‏  لابد أن يكون من عند الله فكل إنسان متدين يشعر بأنه في داخله لا يوجد إستعداد لإن يتقبل توجيهاُ من خارج ذلك الدين ، فالتحكم إذا صدر من جهات خارجية فقد الدين قدسيته  ؛

 ‏هو يؤمن بأنه من الله،  نازل من الله عز وجل ، فكيف يقبل الإنسان أن تاتي جهات أخرى ويكون لها حق التأثير فيه والتوجيه للدين .

 ‏النقطة الثانية: أن المحددات الخارجية قد لا تمس فقط جوانب عرضية من الدين بل قد تؤثر في جوهر الدين نفسه قد تتدخل في جوهر حقيقة الدين وترفض جوهر الدين نفسه .

 ‏

 ‏إيمان الإنسان بالله عز وجل ، إيمانه بوجود خالق حتى لو ادعت الجهات الخارجية ، النظم الخارجية ، الفكر الخارجي ، بأنها تعطي لكل إنسان حقه .

 ‏_ الان نستعرض نماذج من هذه المحددات الخارجية والجهات التي يمكن تُطرح كمحاكم خارجية على الديانات فإنها بجهة من الجهات تمس واقعيه الدين وتمس جوهريه الدين _

 ‏لناخذ بعض الامثله لعلها تعيننا في هذا المجال ،

وقبل ذلك نشير للفارق الثالث : أن الدين لا يقبل التغيير من خارجه في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة)

 فكيف يقبل الدين أن تأتي جهات أخرى وتحدد للدين موقفه ، تحدد للدين مذهبيته ، تقول ما كان حلال في ذلك الزمان حرام في هذا الزمان!!

 ‏ كانت الصلاة  في وقت يحتاج الإنسان إلى الصلاة و الإجتماع في المساجد الآن لا يحتاج ، عندنا وسائل تواصل مثلا ، نتواصل مع بعض نسلم على بعض ،  نقيم علاقاتنا . لم َ الصلاه !!  بهذه الكيفيه ركوع وسجود ،  فنرتب لنا وسائل إرتباط بالله و وسائل حديثة مع الله من غير الصلاة التي وضعها والتي جاءت على لسان المصطفى صلى الله عليه واله.

 ‏ *ناخذ أمثلة في الأطروحات المحتمله للمحددالخارجي الذي يحكم علاقه الأديان والمذاهب بعضها البعض*

 ‏ أحدها هو (التوافق الاممي) .، الإنسانيه بمختلف دياناتها و مذاهبها لتجعل توافق الأمم ، الان مثلا ( هيئة منظمة الأمم المتحدة)  ومايتبعها من المؤسسات < مؤسسات تعليميه>  تكون هي المرجع في تحديد علاقات البشريه والأديان بعضها البعض إذا أهل دين اعتدوا على أهل دين آخر يكون حكمهم هيئة الأمم المتحدة أو ما تسمى( بمحكمة الأهالي) ، هي التي تحكم بينهم في الصح والخطا،  ومن له الحق ومن عليه،  التوافق  الأممي الآن _أطرح هذا النموذج حتى يمكننا مناقشته لنطرحه بصوره متقبله _هذا التوافق الأممي بين الأمم واجتماع الدول على هيئة معينة تكون محكمة ومرجع لها فيما بينها فيكون هو المرجع لجميع بني البشر.

ولا شك أن هذا من أتعس أشكال المرجعيات ، ونحن نرى تلك النتائج كيف أن الدول المقتدرة ،  الدول التي تمارس هيمنه ، وتمارس ... تحت مظلة واسم هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها وفروعها  .

النوع الثاني: الإقتراح الآخر هو الإنسانية .

 أن  يجعل الإنسان بما هو إنسان ، كما أشار وطرح الأخوة( الفطرة الإنسانية ) الفكر الانساني، الحرية الإنسانية ،  وهذا ما تطرحه الفلسفة الوجودية ، وهي التي سادت في الفترة من الفترات،  وكانت لها تأثيرات قوية في العالم والفكر الغربي بالخصوص ، وبعض الأجنحة في الأفكار الإسلامية والعربية ؛ أن الوجودية تؤمن بأن الإنسان هو مركز هذا الوجود ، الإنسان هو أكمل ما في هذا الوجود،  وهو صاحب القول الأول والأخير ، حسب فكره ، حسب ما يتوصل إليه.

 ‏  هذه المدرسة الوجودية حسب ما بها من سعة إجمالاً في أفكار ؛ هناك مدارس متعددة تابعة للمدرسة الوجودية إلا أنه يمكن تكون على قسمين:

 ‏ على نحو إجمالي ١/  فلسفة وجودية إلحادية تماما ،  لا تقول بالدين لإنها تؤمن بأن الإنسان قائم لوحده، الإنسان هو الأول والآخر في هذا الكون،  و لا يوجد فوق فكر الانسان،  فوق ما يعرفه الانسان لا فوقه الشيء انتهى لا يوجد لا خالق لا اديان لا منطق لا فلسفه سابقا يجب ان يكون الانسان مالك لزمام امر وزمام أمر الوجود .

 ‏ ويذهب لذلك مثل الفيلسوف الفرنسي )جامبو سارتر ) في كتاباته وآرائه.

 ‏هناك فِرق أخرى تقول نعم ؛

 ‏٢/  الإنسان هو المركز و يؤمنون بأن الإنسان هو المركز ولكن بعض الديانات قابله للتطوير و*الديانة المسيحية* سهلة لا توجد بها تعقيدات ، قام بتطويع الديانة المسيحية واعتبروها صالحة لإن تشكل فرعاً  او جزءا من تكوين هذه الفلسفه الوجوديه وذهب الى ذلك ايضا جمله من فلاسفة المدرسة الوجودية .

المقترح الثالث الذي يمكن أن يدّعي أنه يحقق حَكماً عاماً ، هو ما يُطرح اليوم في بعض المدارس ذات الطابع العام والشامل الذي تقول بأنه نحن نأخذ من الديانات جانبها المعنوي (الجانب المعنوي) لا مفر لنا من الحاجة إلى الإيمان بدين لإن الإنسان إذا آمن فقط بالأمور المادية .. !  كيف يعالج الأزمات التي يمر بها ، مالم يكن هناك إيمان بجانب معنوي، إيمان بجانب ...  فإن الكيان الإنساني يتعرض للخطر إذا نحن حصرنا فكر الإنسان ،  وتوجه الإنسان إلى الجانب المادي فإننا أوقفنا على الإنسان في مأزق لا مفر من الخروج منه.

لكن لانأخذ من دين معين ، لانكون مسلمين ولا نأخذ الاسلام ،  ولا مسيحيين وناخذ مسيحيه ، ولا يهود ونأخذ من اليهوديه ، ولا دين من الأديان ، نأخذ من مجموع الأديان جانبها المعنوي . نقول نؤمن بتكامل الأخلاق،  تكامل النفس الإنسانية ،  نؤمن بهذه الأمور لكن لانتبع إلى اي مذهب !  ولا أي ديانة معينة،  ولا يسيطر علينا فكر ديني معين ، لا أقول أنا مسلم ألتزم بكل ما جاء في الإسلام ،  ولا أنا مسيحي فآمن بعيسى وكل ما جاء به عيسى ولا يهودي ولابوذي  ولا ...ولا ...

إنما نأخذ الجانب المعنوي في الديانات ، هذه هي الجهة المشتركة التي نحتاج إليها،  وكل هذه الأطروحات لا تنتظم مع الفكر الديني الإسلامي ؛ لا النظرية الوجودية التي ذهب إليها الفلاسفة الوجوديين،  ولا هيئة الأمم المتحدة ،  ولا .....

بالمناسبة،  للجهة الرابعة التي أشرنا إليها وهي الإيمان بالمعنويات كما يدعون *العلم والمعنويات*  هما ركيزتان  على حسب رأيهم نأخذ العلم ونأخذها معنويات الديانات ،

 هناك مدارس وأتباع حتى من علماء الشيعة أو ممن درسوا في الحوزات العلميةالشيعية تمنوا هذا المعنى .

   فالأمر نقبل به ،نبتني على العلم،  و نأخذ من الديانات جانبها المعنوي،  لكن الحقيقة أن الدين الإسلامي والفكر الإسلامي لا يقبل له شريك،  هو يؤمن بوجود رب خالق ، يؤمن بوجود دين وشريعة ونظم حياه . اذا تخليت عنها فلا يعود للدين شيئا .   ‏

هذا يأخذ بالجانب المعنوي للدين ،  الجانب الأخلاقي للدين ،

وسائر التشريعات لا علاقة لي فيها ،  أو لا أحتاج إليها  ، هذا لا يقبله المنطق الإسلامي الديني .

 إذاً كيف يعالج الفكر الديني الصحيح لمدرسة المصطفى صلى الله عليه واله لمدرسة أهل البيت عليهم السلام عليهم أفضل الصلاة والسلام ؛  العقل الديني في حالات التعارض مع الديانات الأخرى ،  التعارض مع الوجود الخارجي ، حديث رسول الله صلى الله عليه واله الذي أشرنا إليه (حلال محمد حلال الى يوم القيامه وحلال محمد حرام الى يوم القيامه) يؤكد لنا أن المعالجات للدين موجوده في ضمن داخل ذلك الدين ، نفس الديانة الإسلامية تمتلك نظم معالجة حالات الإختلاف ، معالجة الواقع في تغيره ،  الطبيعة البشرية في امتداد أشكالها ، الذين يقبلون بالادإسلام ، الذين يقبلون  بثلاثة أرباع الإسلام،الذين يقبلون بنصف الإسلام ، الذين يقبلون بربع الإسلام ،  الذين لا يقبلون بالاسلام ويقبلون بالديانات الأخرى ، الذين لا يقبلون حتى بديانات الملحدين ، في حالات الإختلاف هناك نظم وقواعد علاج داخل الدين  نفسه تحافظ على حقية أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة .

نكتفي بهذا المقدار وفي الدرس القادم نذكر جملة من النظم الداخلية في الشريعة الإسلامية التي تعالج هذا الإختلاف بين الديانات ،  و بين الأمم ، و بين الشعوب ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

 

 

 

 

[1]  الرعد: 17.

[2]  آل عمران: 19.

[3]  آل عمران: 85.

[4]  نهج البلاغة، الحكمة: 183.

الشيخ عبدالمحسن النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني