الدعاء حياة الروح

02-02-2023

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعاء حياة الروح

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد. اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الهداه الميامين ولعن الدائم الأبدي على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

بسم الله الرحمن الرحيم (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[1] صدق الله العلي العظيم.

 

نبارك لكم هذه الليالي والساعات واللحظات ونبارك لكم هذه الهمة والتوجه والإيمان الصحيح والسليم إن شاء الله تعالى.

خواطر وذكريات ونصائح متعددة تحل على قلوبنا في هذه الساعات، شهر رمضان وما أدراك ما رمضان، القرآن وما أدراك ما القرآن. ذكرى رحيل السيد الإمام الخميني قدس الله نفسه الزكية وما تهيج في القلب من مشاعر الإيمان وغلبته وانتصار الإسلام على أشكال الانحرافات والتجبر والطغيان.

لربما تشمل الآية القرآنية جميع هذه المعاني، وتنقل هذه اللحظات وهذه المشاعر إلى عالم العمل وعالم الإقدام. (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)، لم تحدد الآية ما هي النصرة، ولم يرتبط وعد الله عز وجل بشكل من أشكال النصرة التي نقدمها الى هذا الدين ولم تذكر الآية المباركة ماهية وكيفية نصرة الله عز وجل لعباده المؤمنين، كل هذا يحتاج إلى تأمل لكن ما يليق بحاجتنا حاليا هو أننا بحاجة إلى التوقف عند النصر المعنوي.

النصر المعنوي

عندما نتأمل في المواجهة بين إبليس والأبالسة والشيطان والشياطين من جهة وبين الحق من جهة أخرى، نجد أن العنصر الأساسي في هذه المواجهة هو قوة المعنويات، كل مَن كان يقينه تمسكه وثقته بدينه أكبر كانت الغلبة له، المواجهة هي مواجهة معنويات بالدرجة الأولى، سائر الأشياء الأخرى من إمكانيات ومن ساحات أخرى كلها تابعة الى هذه الساحة الرئيسية التي هي المعنويات، إذا كان في قلبك ثقة بالله عز وجل وإيمان بالله عز وجل واطمئنان إلى منهجك وطريقك وائمتك ومن اتخذتهم قدوةً لك، كانت لك الغلبة. اجعل هذه المعنويات سبيلك إلى الله وإلى نصرة دين الله عز وجل.

القلب هو منطلق النصر المعنوي

(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ)، الله سبحانه وتعالى غني عن عباده ، لا يحتاج إلى أن نبحث عن طريق أو قناة نصل فيها إلى الله عز وجل، فالقناة هي هذه القلوب. قلبك هو قناتك إلى الله عز وجل، كل ما كانت معنوياتك وإيمانك وتمسكك أشد وأقوى، كل ما كانت نصرة الله لك أوضح وأجلى.

كيف ننصر الله بقلوبنا؟

هذه الليالي ليالي معنويات، تعلمون أنّ الأعمال في شهر رمضان تتضاعف والأجر فيه يتضاعف، وقراءة  آية في هذا الشهر تعدل قراءة ختمة كاملة في غيره من الشهور كما ورد في خطبته صلى الله عليه و آله.

هذا الشهر شهر التزود بالمعنويات، شهر يستمد منه الإنسان طاقة تبقى معه إلى العام القادم بل إلى منتهى عمره، إذا أحسن الاستماع الصحيح إلى نبضات هذا الشهر ولمعاني هذا الشهر، فإن روحاً جديدة تتولد، تنشأ هِمّة جديدة، وتنبت في قلبه معنويات جديدة. وأنتم الان تمارسون هذا النحو من الاستزادة الروحية، لدعاء في كل حين، هو سند ومادة لحياة الروح، وفي ليالي وأوقات شهر رمضان، هذا السند تتضاعف قيمته، نصف ساعة تقضونها في الدعاء والتوجه الى الله عز وجل، ستكون آثارها عظيمة عند الله عز وجل.

الدقائق التي تبذلونها في سبيل أن تعترفوا بذنوبكم إلى الله عز وجل، أن تقفوا بين يدي الله عز وجل، أثمن من أعمار يقضيها الإنسان في أشكال الأعمال الأخرى.

أسأل الله عز وجل لكم فرداً فرداً وإلى المؤمنين عامة وبالخصوص من الذين يعانون من أشكال الإضطهاد والاذى بالفرج القريب العاجل بإذن الله واسأل الله لروح هذا الإمام قدس الله نفسه الزكية بعلو الشأن والرحمة والمغفرة لنا ولكم جميعاً وآبائنا وآبائكم وأن يصلي على النبي و آله وأن يعجل لوليه الفرج والنصر والعافية وأن يجعلنا وإياكم من السالكين في نصرة هذا الدين لكي نكون اهلآً لنصرة دين الله عز وجل. والحمد لله رب العالمين، وصل الله على محمد وآله الطاهرين.

 

[1]  محمد/ 7.

صور اخري

الشيخ عبدالمحسن النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني