كلمة الجمعة || سماحة الشيخ عبد المحسن النمر|| 19 صفر 1444 هـ

07-10-2022

إبتدأ سماحة الشيخ عبدالمحسن النمر حديثه لخطبة يوم الجمعة من بعد صلاة الظهر حيث تلا الآيات المباركة ﴿إنَّ المُتَّقِينَ في جَنّاتٍ وعُيُونٍ *ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ *ونَزَعْنا ما في صُدُورِهِمْ مِن غَلٍّ إخْوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾ حيث تطرق سماحته الى ذكرى استشهاد الامام الرضا عليه السلام. حيث بيَّن ان الامام الرضا عليه السلام كان نوراً من انوار آل محمد عليهم السلام عبادةً واخلاصاً وطاعةً ومقاماً عند الله عزوجل وهذا تمثل في سيرته ونهجه عليه السلام. حيث مر إمامنا الرضا عليه السلام بظرف صعب الا وهو التنازع على السلطة بين المأمون ومناوئيه والذي حاول هؤلاء من خلاله استثمار هذه الشخصية الربانية لما وجدوه فيه من قرب الى الله تعالى للوصول الى مأربهم ليكون لهم قوة يحاربون به اعداءهم. ولكنهم فشلو في ذلك ان يتحقق لهم ما ارادوا وبقي الامام سراجا وهاجا للأمة حتى انتهى بهم الامر الى التخلص منه عليه السلام. وهو الذي اراد ان يجذبهم الى القرب من الله تعالى حيث اسس اساساً ومنهجاً  واضحا وهو انه ( لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي) هذا الحديث الذي تناقله اعلام الامة وتم بثه للامة الاسلامية قاطبة كان هو الطريق والمنهج السليم. ولذلك فليكن الخط الذي يسير عليه الانسان هو الطريق الذي يوصله الآخرة مهما كان للدنيا من جاذبية واغراءات.
ثم ذكر سماحته حادثة كربلاء وما جرى على آل رسول الله من الذكريات الحزينة والمؤلمة والفاجعة التي لم تمر مثلها على آل رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.
وهنا نقطة يجب الوقوف عندها وهي كيف استطاعت هذه الذكرى من جمع هذه الحشود المليونية من جميع اصقاع الارض للوصول الى مقام الحسين عليه السلام حيث ترى المرأة الكبيرة والطفل الصغير في الطريق نحو الحسين. هذه الحشود المليونية باتت تطرح للانسانية درساً ومنهجا وهذه الخدمات التي تقدم وهذه المشاهد من التضحيات والعطاء انما هو مصداق لقوله تعالى (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )
ثم ذكر سماحته بأنه يمكن تقسيم منطقية الانسان الى ثلاثة حالات:-
١-حالة المنازعة والمغالبة وهذه الفئة تؤمن بأن الانسان لايمكنه ان يصل الى غاياته ومراده الا عن طريق القوة والغلبة وهناك امم تؤمن بذلك وتؤسس لذلك فكريا وعملياً.
٢- حالة التعايش السلمي، وهي الحالة التي يعيشها الناس في وقتنا الحاضر وهو ان يتقبل الناس بعضهم بعضا في جميع النواحي ليعيشوا حالة من الوئام والسلم الاجتماعي.
٣- حالة الصفاء الانساني وهي مرحلة صفاء القلب  والعطاء والبذل دون مقابل وهذه الحالة لايمكن رؤيتها الا في كربلاء الآن وهو مصداق الاية الكريمة التي تمت تلاوتها في بداية الخطبة المباركة وهي من البركات الطاهرة لدماء الحسين الشهيد عليه السلام.
وقد دعا سماحته في ختام حديثه بأن يجعلنا من محبي الامام الحسين والسائرين على نهجه القويم.

الشيخ عبدالمحسن النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني