الإنصاف في التعامل || كلمة الجمعة 4 ربيع الاول 1444 هـ

07-10-2022

إبتدأ سماحة الشيخ عبدالمحسن النمر حديثه لخطبة يوم الجمعة من بعد صلاة الظهر حيث تلا الآية المباركة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ حيث بين سماحته ان الانصاف في التعامل مع الآخرين فرع من فروع العدالة بل هو تاج العدالة وإن رأس الكثير من المشاكل هو الخروج عن دائرة الإنصاف والعدل فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال (الحق أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف). وان ميزان الإنسان الحقيقي الذي يدل على صفائه ونقائه هو ميزان الإنصاف وهو اعظم مثوبة وهو شيمة الاشراف كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام بل هو سيد الاعمال. وكلما علت سجية الانسان وأخلاقه كلما كان منصفا في تعامله مع الآخرين. والانصاف هو من اشق الاخلاق والفضائل والمحافظة على هذه الصفة فيها صعوبة كبيرة حيث يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وهذه الصفة تتجلى ليس فقط في طيب الكلام وانما تتجلى بشكل اوضح في التعامل عندما تحتاج ان تنصف الناس من نفسك حتى ولو اختلفت مع أي طرف في أي معاملة فلا يجب ان يجرمنك ذلك ان تعدل وتنصف معه كما تشير الآية المباركة. وكما تتضح هذه الحالة في حالة العداء فإنها ايضا تكون واضحة في حالة ميل القلب وموارد المحاباة للآخرين حتى ولو كان اؤلئك من ذوي القربى.
وبين سماحته بعضا من معالم الجور والظلم والخروج عن الانصاف ومنها ان يرى الانسان مساؤى غيره ويعمم على الشخص الخطأ او ان يتجاهل الجوانب الحسنة او ان يعظم محاسنه على غيره او ان يتغافل عن مساؤه ويضع لنفسه التبريرات او ان يفسر محاسن غيره مساؤى كأن يقول نية الشخص عندما ادى هذا العمل الجيد هو الحصول على مكاسب اخرى. وهناك مسألة مهمة ألا وهي إنكار الانسان لنعم من يعاشر وينظر فقط للمساؤى وهذه نراها  بشكل واضح بين الزوج والزوجة وبين الصديق وصديقه وهي تعتبر من حالات الاجحاف والظلم وعدم الانصاف. وبين سماحته بأن عدم الانصاف والاجحاف في حق الآخرين يحبط عمل الإنسان ويقود الانسان الى اسفل الدرجات بل ربما الى قعر جهنم. ودعا سماحته في نهاية حديث بالفرج لصاحب الامر عجل الله فرجه الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.

الشيخ عبدالمحسن النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني