هندسة النفس ومركزية المعتقد(10) الحركة الحُبيّة: سبيل التوحيد (الخليل نموذجاً)

01-07-2022

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله العزيز: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[1]

تتميماً لما سبق منا من الحديث عن الخطوط العريضة في حركة الانسان التكاملية قلنا أن هناك مراحل و مراتب يسافر فيها الانسان في عوالم هذا الوجود من الخلق الى الحق ثم عودة من الحق الى الخلق مروراً بمراتب أخرى و قلنا أن هذه الأسفار ليست مجرد تصورات و أوهام و آراء و تأملات فكرية بل هي علوم و معارف و قلنا أن معنى المعرفة يعني الإدراك و الإحاطة الوجدانية الروحية، و أنّ وقود هذه الحركة هي العلم و المعرفة.

 

1/ استثارات النبي إبراهيم عليه السلام

بودّنا في هذه الليلة أن نعطي و لو صورة مجملة لطبيعة هذه المعرفة الروحية ما هو حقيقة المعرفة و ما حقيقة العلوم التي تضفي على الانسان هذه الحالة الواقعية من الحركية الداخلية و من التفتق الروحي حيث تتصعَّد روحه من مراتب النباتية و الحيوانية و الانسانية الى ما تستطيع أن تبلغه من مراتب الكمال، نلاحظ في هذه الآيات التي تعرضت لحركة إبراهيم عليه السلام ظاهرهذه الآيات –بالرغم من وجود روايات تطبق هذه الآيات بنحو أو بآخر- أن إبراهيم رأى كوكباً فقال هذا ربي، نحتاج هنا أن نشير إلى طبيعة القصة لتتضح لنا بعض آفاق هذه الآيات، يقال أن في زمن إبراهيم عليه السلام كان هناك ملكا نمروداً أُخبر أنه في تلك السنة سيُولد ولد يكون نهاية ملكه على يديه فأمر بقتل مواليد تلك السنة و كان من شأن إبراهيم عليه السلام أن يولد في تلك السنة فأخذته أمّه بعد ولادته إلى كهف فأبقته هناك حتى كبر، الروايات تتعرض إلى خصائص حياة إبراهيم عليه السلام كيف كان يتغذى و يكبر، نحن نقول أنه بناء على هذه الروايات إبراهيم نشأ و كبر و لم يكن يتعاطى مع السماء هذا من جهة ، ومن جهة أخرى من المعلوم أنّ قوم إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون النجوم و كانوا عارفين بأحكامها و قواعدها و يهتمون بها، في هذا السياق نفهم ماذا يعني أن إبراهيم عليه السلام عندما رأى هذا النجم، ظاهر القصة أنه لم ير القمر قبل ذلك و لم ير الشمس!، فعندما رآها قال هذا ربي هذا مدبر هذا الوجود نجم عالي كبير لامع، الآن هل هذا على نحو المُحاجّة أو الاعتقاد؟ لا يهمّنا، الآن لنأخذ ظاهر الآية، في الخطوة الأولى إبراهيم عليه السلام توجه إلى هذا النجم و عندما أفل عبّر سلام الله عليه بأنه لا يمكن أن يكون هذا ربي لأنه لم أجد في عمقي حباً له لأنه أفل و إبراهيم عليه السلام لا يحب الآفلين، هذه الحركة هذا الانتقال و الاستدلال، حركة وجدانية روحية، ليست مجرد تأملات و تصورات، القضية كانت تنطوي على مشاعر و أحاسيس و انفعالات وجدانية، الحركة البحثية عن المعرفة هي حركة روحية تنطوي على مشاعر و حياة و روح، عندما أفل هذا النجم أعرض عنه إبراهيم عليه السلام، (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ)، واضح أن النبي إبراهيم عليه السلام في إشارات هذه الآية اللطيفة أن نفسه كانت تهفو للتعلق بالله التعلق بالله المدبر لهذا الوجود، لم يكن يتأمل تأملات فكرية و لم يحسب بحسابات رياضية و لا بمعادلات فلسفية، بل كان يعيش حالة من التوهج الروحي، فلما أفلت الشمس قال يا قومي إني بريء مما تشركون، أعرض عليه السلام عن كل هذه المؤثرات الدنيوية الحياتية و أعرض بكلّه إلى الله عز و جل (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، هذه الحركة العرفانية -هذه الحركة كما يصطلح عليها البعض- الحُبيَّة كانت نفسه تهفو إلى من تتعلق نفسه به و تركن إليه.

2/ الحركة الحبيّة و استثارة الفطرة

هذا ما أشرنا إليه في روايات صادقية سابقة أنه إذا انقطعت بك السبل و الأسباب ألا تتعلق روحك بشيء؟ تتأمل منها الغيث حيث لا مُغيث تتأمل منها النجاة حيث لا منجى، (قال يا قومى إني بريء مما تشركون)، كل ما تجعلون منه شريك في التدبير مع الباري جل و علا أنا بريء منه، أنا أتنقَّى منه، (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات) هنا نرجع إلى حالة الفطرة و إلى روح المشاعر و الأحاسيس، إبراهيم عليه السلام في هذه الحركة شكّل حركة روحية وجدانية معرفية حبيّة، ماذا يعني حركة حبية؟ يعني أنه لم يكن يتعامل مع الأمور معاملة فكرية باردة بل كان يعيش معها بهمّه و مشاعره و قلبه، هناك رواية تعيننا في فهم هذا المعنى في علاقة الحب بالإيمان بالفطرة كما روى بريد بن معاوية قال كنت عند أبي جعفر الباقر عليه السلام بفسطاط له في منى فنظر إلى زياد الأسود، أحد أصحاب الإمام و كان منقلِع الرجل فرثا له الإمام فقال له ما لرجليك هكذا قال جئت على بكر لي نضو، يعني ضعيفة، فكنت أمشي عامة الطريق، ما كنت أركب لأن هذه الناقة لا تقدر على حملي أو أن ركوبها لم يكن ملائماً، فكنت اضطر إلى السير بأقدامي سعياً للوصول الى الحج و إليك، هذا معنى الرواية فرثا له الإمام يعني الإمام عليه السلام رقّ له مرة أخرى فقال زياد للإمام إني ألم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة وتجلى عني، كما تجري على عامة الناس حتى إذا ظننت أني قد هلكت، يعني أخاف على نفسي من هذه الذنوب، فإذا ذكرتُ حبكم رجوت النجاة و تجلى عني، يعني إذا أدركت في أعماقي أني متعلق بكم و أحبكم، فقال عليه السلام و هل الدين إلا الحب، يعني الحب ينفعك في تدينك، هذا الحب الذي في عمق زياد ليس مجرد انتساب تعصبي كما هو حالة المتحزِّبين، كل واحد يتحزب إلى جماعة، لا! هذا حب عميق في نفسه الإمام عليه السلام يدرك أن زياد ينطوي على حب واقعي هذا الحب الواقعي هو محور الدين هو حقيقة الدين، و هل الدين إلا الحب، هنا قلنا مرحلة سابقة أن (أول الدين معرفته)، هنا الحب و المعرفة و الدين أصبحت متداخلة، حقيقة الدين هو أن تتعلق بهذه الأمور و قد مر علينا كثيراً أن (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة)، طبعاً هنا يجب أن ندفع واهمة قد يقع فيها البعض أن انتسابنا إلى طرف و قولنا أننا نحب أهل البيت أو أننا نحب علي عليه السلام حباً شكلياً ثم نرتكب المعاصي، هذا ليس بمنطق، من أحب احداً اتبعه و التزم به، نعم قد يصاب الانسان بنحو من الضعف في بعض الحالات و لكن في طياته ينطوي على صدق و إيمان وحب، نرجع إلى أصل المطلب و هو أن إبراهيم عليه السلام في إيمانه و تعلّقه و ارتباطه بالله كان يتحرك حركة حبيَّة، كان يريد أن يصل إلى مدبر هذا الوجود بأحاسيس و مشاعر، كان عقله و قلبه و منطقه يبحث عن الباري و الخالق بأحاسيس و مشاعر عندما أوهمته بناء على ظاهر الآية و لو لم تكن القضية من باب المحاجّة أن هذه الظواهر هي المدبرة، و لكن بمجرد أن وجد فيها ضعفاً و أفولا هفت نفسه إلى تلك القوى المغالبة الدائمة المهيمِنة حتى إذا انتهى إلى فاطر السماوات و الأرضين و عندما آمن بتلك القدرة المطلقة تحقق منه التوحيد الأتم و الأكمل الآية تقول (كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات) الملكوت فوق الملك و هو تدبير المدبرات، الملكوت هو القوى المركزية التي تدير كل هذا الكون في بعض الروايات أنه لما أبصر إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات و الأرض فإنه قد أحاط علماً بكل ما يجري في هذه الأرض، هو لم يعُد يتعامل مع هذه الأسباب و المسببات الدنيوية هو انطلق إلى مسبّب الأسباب، و لا بأس أن نشير إلى هذه القصة المذكورة أنه% عندما وُضع في المنجنيق  و رُمي به باتجاه النار تلك النار العظيمة المتقدة التي كانت تحرق من يقترب منها من كذا شهر جاءته أقوى قوة في هذا الوجود وهو جبرائيل عليه السلام فقال له هل لك إليّ من حاجة؟ فقال أما إليك فلا، هذا هو تمام التوحيد لأنه كان منطلقاً عن إحساس و مشاعر و اطمئنان، ليس كتوحيد كثير من الناس تصورات حتى إذا وقع في أول وهلة من خطر ارتجّ عليه الحال ، و ما علم هو بماذا يستعين و بماذا يلجأ و يتوسل بكل ما يجوز و ما لا يجوز ظناً منه أنه هي هذه الأسباب المدبِّرة، و لكن إذا سكن به الحال قال أنا موحّد و قال أشهد أن لا إله إلا الله! هذا ليس من التوحيد في شيء، هذه تصورات و أوهام و هذه مخلوقات ذهنية و ليست هي حقيقة التوحيد، حقيقة المعرفة (أول الدين معرفته)، هكذا نحو من المعرفة و الإحاطة.

3/ كيف السبيل إلى الحركة الحُبيّة؟

إبراهيم عليه السلام (قال رب أرني كيف تحيي الموتى)، لا أنه يريد أن يعلم أن الله قادر على خلق الموتى و لكن كما تشير بعض الروايات أنه كان يريد أن يلمس هذه الأمور، إبراهيم عليه السلام لم يكن يريد إيماناً ظاهرياً شكلياً كان يريد أن يصل إلى الإيمان الوجداني العميق، أن يصل إلى التوحيد الذي يحقق منه شيخ الموحدين و قائد الموحِّدين في تاريخ البشرية (رب أرني كيف تحيي الموتى) هو يرى أن الله يحيي الموتى ألا يرى العشب كيف يخرج مخضراً بعد أن كان ميتاً؟ هذه آيات يستوعبها كل عاقل و حجة على كل انسان فقال له الله (أ وَلم تؤمن قال بلى) أصل الإيمان متحقق و لكن ما يريده هذا الموجود العظيم الباهر للانسانية الذي يعبر عنه القرآن أنه (كان أمّة) كان مساره حُجّة على كل الناس، لم يكتف بهذا المقدار من الإيمان، هو يريد أن يخلق حالة وجدانية تتفجر من أعماقه حالة الإيمان التي تتفجر منها حالة روح القدس، هذه الروح لاتتأتّى في الموجود اعتباطاً، هذه تحتاج إلى تمزيق الأحاسيس الضيِّقة، تحتاج إلى خرق كل هذه المصطلحات و الآداب و الموروثات، تكسير كل هذه الحواجز هذا يحتاج الى جهد و حركة واقعية روحية و بحث جاد و تلمُّس واقعي لمكنونات هذا الوجود و لذلك كان إبراهيم باحثا جاداً، (قال بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) يعني قم بتربيتهم و ضمّهم إليك هكذا يقال أنه عندما وزّع إبراهيم عليه السلام هذه الطيور و دعاها، هو دعاها بحالة المحبة التي نشأت في التربية، هو الذي ربّاها و نمّاها و رعاها و سقاها و غذّاها دعاها بروح هذه العلاقة السابقة هذه العلاقة الحبية بين الطيور و بين إبراهيم عليه السلام جعلت الحياة و الإحياء يسري في يد إبراهيم عليه السلام، فهو الذي ساق لها الحياة، ليس فقط هو يريد أن يحيي الله الطير بل يريد أن يجري الله ذلك على يديه ببركة المحبة و علاقة المحبة، إذن في الحقيقة وقود الحركة التكاملية للانسان هي المعرفة و مادة المعرفة هي الحب و علاقة الشوق و العشق، من هنا فإن طريق معرفة الله عز و جل و إن كان البرهان و الطريق العقلي مقدمة ضرورية، طريق العلوم الكلامية و الاستدلالات و الحجج مفيدة و مُعِينة و لكن كل هذه تعطي تصورات، تخلق أفكار قد تجتمع هذه التصورات مع حالة الشك و الريب والقلق و الاضطراب و لكن الذي يزيل القلق و يزرع في الانسان حالة الإطمئنان الذي كان يبحث عنه إبراهيم عليه السلام كان يريد أن يطمئن قلبه و يسكن و أن يستقر في قلبه عمق الإيمان و السكينة، هذا لا يتأتى بهذه العلوم و المعارف على أنها مُعينة و مفيدة إلا أنها خطوات أولية لكن العُمدة و الأساس و البناء يعتمد على هذه الحركة الروحية العرفانية التي تُحقق المعرفة لأن هذه الحركة هي التي تستطيع أن توصلك لاستثارة الفطرة و لولا أن الله فطر الناس على الإيمان لما عرفوا ربهم و خالقهم، بل الانسان لا يعرف إلا ما يقرّ في أعماقه و لولا أن الله أقرّ التوحيد في أعماقنا لما اهتدينا، لبقينا في حالة ضلال و لبقينا كهذه الجمادات هذه التي تنطوي على شيء من الفطرة لأن الله فاطر السماوات و الأرضين، لكن الفطرة الأتم و الأكمل والأبلغ هي فطرة الانسان التي تُورث الانسان حالة من الطمأنينة و السكون و الاستقرار و الوضوح و الجزم و البث كما حصل لنبي الله إبراهيم عليه السلام و هذا ما سوف نفصّله في الجلسات القادمة إن شاء الله كيف أن الانسان عندما يصل إلى هذه الحالة يصبح مستقيما موحّداً حتى ليَكاد أن يصبح هو أُمّة، تتكالب عليه كل الأسباب و الظروف و تجتمع عليه الأُمم لتقاومه و تضعه في منجنيق و تقذفه في النار فيأتي ليهدّم أصنامهم و يقضي على آلهتهم و يستمر في اتجاهه بلا تردد و لا ريب! و ليُحدث حراكاً ليس فقط في عمقه و نفسه ووجدانه بل ينعكس هذا الحراك على مستوى الانسانية، إبراهيم عليه السلام هو شيخ الأنبياء و هو أول الموحدين في التاريخ التوحيد الأتم الذي استنّته الانسانية جمعاء، هو له الفضل و المنّة على كل الانسانية بعد رسول الله و أهل بيته(، هذا الموجود الذي بلغ حالة من التوحيد الواضح البيّن الوجداني الصافي، الذي وصله انطلاقاً من تساؤل صادق مع أعماقه و هذا يتحقق في الاتصال بالله و العلاقة به و العبادة له و الانقطاع لله و التوجه لله، نعم المطالعة و القراءة و التأمل و التفكير الهندسي و الرياضي هي مقدمات ضرورية، لكن العُمدة هو هذا التفاعل الروحي و الحراك الوجداني، فقط أشير إلى هذه النقطة و هو أن هذا الحراك و التفاعل الوجداني و الروحي هو الذي يعطي القيمة لكل العبادات، الصلاة الصيام الحج الزكاة الفكر الدراسة العلم كل هذه العبادات ليس لها من قيمة إلا بمقدار ما تستثير في أعماق الانسان من حالة التوجه لله و الارتباط لله و الخشية و الانكسار و الوجل و الأمن و المحبة و هذا ما يسمى بالحركة الوجدانية الحُبية في العلاقة مع الله عز و جل و هي تشمل كل أبعاد الانسان في علاقته مع أسرته و مع من حوله و هو ينعكس أيضاً على علاقة الانسان في كل هذه الآفاق الكونية، نكتفي بهذا المقدار و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين.

 

 

[1]  الأنعام/ 75-79.

الشيخ عبدالله النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني