هندسة النفس ومركزية المعتقد (5): منطلق قوس الصعود و الحركة التكامليّة

01-07-2022

 

بسم الله الرحمن الرحيم

)يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ([1] صدق الله العليّ العظيم.

تتميماً لسلسلة الحديث عن حركة النفس الانسانية في مراتب تنزّلها و ترقيها نلخّص الحركة النزولية للانسان، حركة قوس النزول -كما يعبِّرون- أن الله جل و علا خلق الانسان وفطره كما فطر كل الخلق أوجده مفطوراً منطوياً على مدارك و معارِف، نفس الفطرة تعطي الانسان اندفاع باتجاه معين تدفعه في مسار معيّن، هذا يسمى فطره و أشرنا في حينه أن الانفطار ليس خاصاً بالانسان كل هذا العالم الله رب السماوات و الأرضين و هو فاطر السماوات و الأرضين، و لكن للانسان خصوصية في هذا الانفطار و هو انفطار خاص بالانسان صُنْع الله بيديه جل و علا، ثم هذا الانفطار أعقبه أخذ الميثاق منه في ضمن مراحل تنزليّة ثم عبر الانسان تجربة خاصة التي تحدث عنها القرآن الكريم (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ)[2] و قول الله عز وجل (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)[3] خلاصة هذه المراحل التي تحققت هي حالة النزول و الاستقرار الآني في هذه المرحلة الوجودية التي سميناها استخلاف، أن الملائكة سجدوا لآدم يعني انقادوا خضعوا، أخضعوا أجنحة الخدمة لآدم، و آدم هو رمز للانسان و ليس هم خضعوا لشخص آدم% ! يعني إلى اليوم الملائكة ساجدة لبني آدم، لهذا الموجود ، خضعت الملائكة لخدمته، (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العالم) كل من يريد رقي علم تكامل، كل من يسير باتجاه الترقي فهذا الوجود كله بما فيه الملائكة خاضعة و مهيّئة له، هذا أولاً، استعصاء الشيطان يعني أن هناك قُوى تبقى خارج هذا المسار تدعوه إلى الخروج عن هذا المسار، للانسان سعة ومجال أن يخرج عن المسار المقصود لمقتضى الفطرة و لوازم الميثاق، الشيطان يفتح له باب دعوة أن يخرج عن هذا المسار، (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً)[4] يعني كان آدم و حواء يعيشان حالة رغد يعني مرحلة متوافقة مع مزاجهما تحقق كل رغباتهما حالة استرخاء و رقي ومتعة ، الآن هل هو مجرد أطعمة و أشربة يأكلون و يشربون بالفم، أو أن تلك المرحلة تحكي عن توافق و تجانس مع احتياجات آدم%، ماذا كان يحتاج آدم في تلك المرحلة؟ كانت تتحقق احتياجاته، الظاهر أن هذه الاحتياجات هو أنه كان متمتعاً رغداً في علاقته بالله عز و جل؛ يعيش حالة ملائكية حالة نعيم و أنس، حالة تلذذ بالإنقطاع لله عز و جل، هذه الحالة كانت هي الغالبة على أمره، و كان منهياً عن الشجرة.

النقطة الأولى هي مسألة السجود، الثانية استعصاء ابليس، الثالثة مسألة الرغد، الرابعة هي مسألة الشجرة و أن الشجرة كانت تعطي لآدم لأن الشجرة التي نُهي عنها، لماذا دعاه الشيطان إليها؟ لكي تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، إذن آدم ما كان يريد يتلذذ فقط بل كان يريد الخُلد و الملائكية إذن هو انجذب لهذه المعاني و تحرك لهذا المعنى، لكن في الحقيقة هذه الشجرة ترتب عليها فبدت لهما سوءاتهما، الآن ما هي هذه السوءات، يمكن أن يُقال أن هذه الشجرة هي التي أعطت لآدم الإحساس بتمام الانسانية التي هي عبارة عن روحانية و حيوانية، اكتملت فطرة الانسان، و قواه كلها فأصبح ناضجاً سوياً مهيئاً للاستخلاف، لكي يأتي إلى هذه الأرض يجب أن تكمل قواه و تفعّل هذه القوى الأولى التي أعطته حالة الرغد هي حالة التوجه القلبي الروحي، و لكن القوى التي تجعله قابل لزراعة الأرض و عمارتها هي التي جعلته يأكل من هذه الأرض و من الشجرة لذلك قلنا بالأمس أن النهي عن الأكل من هذه الشجرة ليس نهياَ مولوياَ و إنما إرشادياً إلى أن أكلك منها يلزم منه أن تتفعَّل قواك الحيوانية فتهبط إلى الأرض، هذه آثار تكوينية و هذا مسار تكويني يراد للانسان أن يعبُره، فالهبوط هو ترك آدم مقام الرغد و الإنقطاع إلى الله مقام التلذذ بالله و الملائكية الصِّرف إلى النزول إلى عالم الأرض، لكن هذا فيه نضوج لآدم و تمامية قدراته للإستخلاف، هذا الكمال و الإستواء هو الذي يؤهِّله لزراعة الأرض و عمارتها، و لو بقي آدم % يعيش تلك الحالة من الرغد لبقي مع الملائكة في مرتبة الجنة، و لكن هذا لا يحقق الغرض من أصل خلقة آدم و هو الاستخلاف، (بعضُكم لبعضٍ عدُو)، هو ما نعيشه اليوم من تدافع انساني (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ)[5] و أماكن العبادة، هذا التدافع هو الذي يحقق الحركة الطبيعية للانسان للتكامل و الرقي، (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)[6]، كما نزلنا من هذه المراتب نحن في حالة صعود و ترقي مرة أخرى إلى ما كنّا فيه و لكن بصورة انسانية يعني في الهبوط نحن لن نعود إلى ما كنّا عليه إلى نقطة الصفر وإنما نعود لنصبح نحن من نخلق الحالة الجديدة، كما أن طريق النزول مشترك (كما بدأكم) الكل يمر بهذه المراحل، الكل يعطى فطرته ميثاقه قابليته للاستخلاف، لكن طريق الرجوع مختلف، بعد أن ننوجِد في هذه الأرض يحصل التدافع، الشيطان يدعو أولياءه إلى طريق و الله يدعو أولياءه إلى طريق، لذلك الآية القرآنية تقول (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ)[7] إذن الذين يتخذون الشيطان سيكون لهم مسار و لكنه مسار مغاير، هنا يجب أن نضع هذه المقدمة في فهم حركة العوْد إلى الله عز و جل و هو أن كل هذا الوجود هو في حالة عوْد –الآن- إلى الله، كل ما في هذا الكون هو في حالة عود و رجوع إلى الله عز و جل و هذا يسمى بالإصطلاح الوجودي أو الفلسفي حركة تكاملية، كل ما في هذا الوجود يسير في حالة تكاملية ليبلغ كل شيء مداه.

الفرق بين مصطلح الكمال في الأخلاق و الفلسفة

هنا يجب أن نؤكد على أن لفظة التكامل في عالم الأخلاق و الدين هي صفة إيجابية 100% عندما نقول هذا أكمل من ذاك يعني أحسن منه، الكمال حالة إيجابية لكن في الفلسفة الكمال الوجودي ليس بالضرورة أن تكون حالة إيجابية بمعنى أن كل شيء يبلُغ مداه هو يحققه بشاكلته و يتكامل، تكلمنا سابقا عن مسألة الشاكلة، بمعنى أننا في حالة نزولنا أُعطِينا الفطرة و الميثاق و أُعطينا أسباب العوْد و أسباب الهداية و الرجوع إلى الله، لو أبقينا هذه الأمور سليمة لم نُقحم فيها أهواءنا، نرجع إلى الله عز و جل بطريق صحيح و لكن الذي أتى إلى هذا العالم و يضيف على هذه الفطرة و الميثاقية، يضيف عليها خُبث ذاته فإنّ كماله في ما يحققه من الخبث!، الكمال في الحركة التكوينية الفلسفية هو أن تبلغ قدراتك، من يريد أن يصل إلى أسوأ ما يمكن أن يصل إليه فإن الوجود يتيح له هذا المسار، فيحقِّق ما يريده هو، تتكامل ذاته بمعنى أن كل ما تنطوي عليه هذه الذات من سوء يعطى في هذا الوجود مسار أن يفعِّل هذه الأسواء في ذاته، كل ما في هذا الوجود يسير إلى تفعيل ما في أعماقه من حُسن و من سوء أيضاً، الله جل و علا أوجد هذا العالم كله و أجرى فيه الخير و البركة و قلنا أن ماء الفطرة ماء زلال جاري و لا يزال يجري، بمعنى أن الله لا يزال يمدنا بالعطاء و المدد و النور و الهداية و بالماء الزلال، نحن كبقية الموجودات نرجع إلى الله عز و جل و نفعّل هذه الخيرات و لكن خصوصية الانسان أنه يضيف إلى هذه المياه الزلال ما يتوافق مع ذاته ما يريده هو، لاحظوا أنه من الذرّة إلى المجرّة كلها تسير سيراً حثيثاً إلى كمالها، البذرة و كل شيء إذا تُرك و طبعِه فإنه ينمو إلى أحسن ما يمكن أن ينمو إليه، البذرة عندما تُوضع في بيئة ملائمة من الخصوبة و الماء هي بطبعها مفطورة؛ يعني توجد في أعماقها و كينونتها أسباب أن تتحرك باتجاه النضج و الكمال و الترقي، هكذا في الذرة و في كل الحيوانات و الموجودات الواعية و غير الواعية، كلها تسير و تهفو إلى كمالها و استوائها، هي مبرمجة بعض علماء العلوم الحديثة يصطلح عليها أنها مشفّرة حيث لاحَظوا أنَّ كل شيء توجد في طياته أسباب أن يتحرك في الاتجاه الصحيح، هذه الشفرة التي تتوارثها الموجودات تدفع كل موجود بحركة لا إرادية إلى كماله و لذلك نجد أن كل الوجود يشكّل لوحة جميلة من الحركة التكاملية المتناغمة، قد يبدو في بعض الزوايا حالة من الخلل، مثلاً زلازل وبراكين أو أن كثير من الحيوانات تلد ألف مولود لا يعيش منها إلا عدد قليل جداً و الباقي كلهم يموتون و لكن في ضمن حركة تكاملية لا ينقرض أي موجود، هناك نحو من التكامل! كثير من الأسُود تأكل الكثير من الغزلان و يبقيان كلاهما، هذه الحركة التكاملية كلها جميلة بديعة ترسم حالة من التوازن و التكامل في كل الآفاق.

خصوصيات الكمال الانساني

1/ الكمال الانساني اختياري

نعم في دائرة معينة هناك حالة من القلق و الإضطراب و الإرباك و هي دائرة الانسان و دائرة الاختيار لأن الكمال في كل الكائنات كمال خارج عن قدرته على التفلُّت لا تؤثر فيه الشياطين، أما حركة الانسان فكماله حركة إرادية، هناك مساحة بالإضافة إلى ما فُطر وجُبل عليه الانسان هذا التشفير الإلهي، هذه الأمور تحرك الانسان لكن لا تدفعه كما تدفع هذه الجِبلَّة و الفِطرة البذرة للنمو، البذرة لا تجد سبيلا إلا هذه الطريقة! أما الانسان فجبلّته خاضعة لإرادته أيضاً، عنصر من عناصر التحريك و السير الكمالي للانسان هو اختياره و إرادته و لذلك نجد كل هذا الوجود هو في حالة تكامل و سير، من خلال البثّ الإلهي و الاستمرار في العطاء الإلهي، و هذا ما نؤكده كثيراً من أن هذا الوجود لا يزال في حالة مدَد من الله عز و جل و هو-الوجود- مُبرمج على أن يسير في حركة تكاملية و رقي، الانسان أيضاً يسير حركة تكاملية و لكن يتكامل ما في عمقه و ذاته و ما ينطوي عليه، هذا الذي ينطوي عليه جزء كبير منه هو الفطرة و الميثاق و هذه أمور جِبليّة لو تُرك الانسان و ذهب إلى الله بقلب سليم لوصل إلى كماله المطلوب، كل موجود الله جل وعلا يزرع فيه بل أوجده مزروعاً مهيئاً مخلوقاً على أن يسير باتجاه الكمال ، الله جعل فيك القلب و هذا القلب بحدّ ذاته مُبرمَج بأن يسير إلى الله يهفو إلى الله لا يرتوي و لا يشبع و لا يشعر بالإطمئنان و السكينة إلا أن يصل إلى الله عز وجل و لكن عندما تتدخل الغريزة الحيوانية و تأخذ بزمام إرادتك و اختيارك، تفعّل هذه الغريزة و تجعلها هي المهيمنة على الفطرة و الميثاق و سبيل الاستخلاف، هنا يصبح كمالك ذاتك أنت، التي أدخلت فيه من ذاتياتك فأدخلت هذه الشاكلة، كمالك هو أن تُعطى المجال لكي تستثمر هذه الحركية في ذاتك. الخلاصة أن كل ما في هذا الوجود مهيّأ و مبرمج على أن يسير باتجاه كماله و صلاحه، و هذا الوجود كله يسير -بما فيه الانسان- بهذا الاتجاه، بهذا الكمال الإيجابي في عموم المخلوقات الذي قد يكون له وضعية خاصة في الانسان لما للانسان من مدخلية خاصة في تحديد الكمال الذي يريد أن يصل إليه و لكن هذا الوجود و هذا الخلق و هذا التنزل كله هو الذي يحقق الأرضية الأتمّ و الأصلح لانطلاق الانسان، جُعلت الأرض كلها مهاد لحركتك و اختيارك، لتفعيلك أنت فأنت الذي تريد و تشاء و تصنع.

2/ الحركة الكمالية بعْثٌ إلهي

قد يقال بأن هذا الكلام يوحي بتمام الاختيار و تمام إطلاق العنان، القضية ليست بهذا النحو، أشرنا في مرات سابقة إلى أنه يوجد نحو من الصعوبة في فهم طبيعة الأمور، هذه الحركة التكاملية و هذا السلوك هو أصله بعثٌ إلهي يعني الله جل و علا ينزّل من السماء الإرادة و الاختيار و الحركة و الفاعلية و النور، و تعبُر هذه الهبات الإلهية هذا الوجود الأرضي، ثم من خلال هذا الوجود الأرضي ترجع إلى الله عز وجل مرة ثانية، في كل الموجودات ترجع كما أوجدها الله لكن في الانسان يدخل فيها و يبثّ فيها من ذاتياته فتتحول اللوحة الكاملة بهذه النتيجة أن الحركة الوجودية حركة تكاملية، و لكن في غير دائرة الاختيار البشري هي حركة اضطرارية إلى الله عز وجل فيرجعون كما بدأهم تماما، في حركة الانسان، بما أن الانسان مُخير في أن يتولى من يشاء، يتولى الله عز وجل أو يتولى الشيطان، سوف يكون له في حركته و في سبيل رجوعه إلى الله مسارين للرجوع، (فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ)، لاحظوا هنا أيضاً التعابير القرآنية دقيقة، في حركة الانسان إلى الله الموفّقة هذه فيها هداية إضافية على الهداية العامّة، إذن هناك هدايتان، هناك هداية عامّة سوف تأخذ بيد كل الموجودات إلى كمالها، كمالها الفلسفي و كمالها الأخلاقي، و كذلك الانسان سوف تكون هناك هداية عامة تأخذه الى كماله و لكن بعض الانسان سوف يُعطى هداية خاصة (فَرِيقًا هَدَىٰ)، هذه الهداية الخاصة للبعض بالإضافة إلى الهداية العامة التي شملت كل الموجودات سوف تدفعه في الرجوع إلى الله عز و جل، هذه الهداية الخاصة سوف تميزه عن بقية الموجودات المماثلة من الانسان، ذلك الانسان الذي يفتقر إلى الهداية (وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ)، أن تحق عليهم الصلالة بسبب اختيارهم هم و بسبب إنطوائهم هم و بسبب تشكيلهم هم لأنفسهم و لشاكلتهم، هذا التشكيل هذه الفاعلية في الانسان هي التي تحقق الضلالة عليه، فهو يرجع إلى الله بالنتيجة و لكن في طريق مُعوَجّ و مخالف لطريق العوْد، بدل أن يرجع إلى الله بقلبٍ سليم سوف يرجع إلى الله مختلّ قلق مضطرب، و كل ما يكون في الآخرة و الجنة و النار إنما هو ناتج هذا السلوك و هذه الصنعة و الحركة الذاتية التكاملية في عُمق الانسان. نكتفي بهذا المقدار و صلى الله على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين.  

 


[1]  الأعراف/ 27-30.

[2]  ص/ 71.

[3]  البقرة/ 34.

[4]  البقرة/ 35.

[5]  الحج/40.

[6]  الأعراف/ 29.

[7]  الأعراف/ 29-30

الأوسمة

الشيخ عبدالله النمر

التعليقات

لا توجد تعليقات

أضف تعليق علني